أخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس : «أن عتبة ، وشيبة ابني ربيعة ، وأبا سفيان بن حرب ، ورجلا من بني عبد الدار ، وأبا البحتري ، والأسود بن المطلب ، وربيعة بن الأسود ، والوليد بن المغيرة ، وأبا جهل ، وعبد الله بن أمية ، وأمية بن خلف ، والعاص بن وائل ، ونبيّها ومنبها ابني الحجاج اجتمعوا فقالوا : يا محمد ، ما نعلم رجلا من العرب أدخل على قومه ما أدخلت على قومك ، لقد سببت الآباء ، وعبت الدين ، وسفّهت الاحلام ، وشتمت الآلهة ، وفرقت الجماعة ، فما من قبيح إلّا وقد جئته فيما بيننا وبينك ، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب مالا ، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثر مالا ، وإن كنت إنما تطلب الشرف فينا سوّدناك علينا ، وإن كان هذا الذي يأتيك بما يأتيك رئيا تراه قد غلب ، بذلنا أموالنا في طلب العلم حتى نبرئك منه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما بي ما تقولون ، ولكن الله بعثني إليكم رسولا ، وأنزل عليّ كتابا ، وأمرني أن أكون لكم مبشّرا ، ونذيرا. قالوا : فإن كنت غير قابل عنّا ما عرضنا عليك قد علمت أنه ليس أحد من الناس أضيق بلادا ، ولا أقل مالا ، ولا أشد عيشا منّا ، فلتسأل لنا ربك الذي بعثك ، فليسيّر عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا ، وليبسط لنا بلادنا ، وليجر فيها أنهارا كأنهار الشام ، والعراق ، وليبعث لنا من آبائنا ، فإن لم تفعل ، فسل ربك ملكا يصدقك بما تقول ، وأن يجعل لنا جنانا ، وكنوزا ، وقصورا من ذهب ، وفضة نعينك بها على ما نراك تبتغي ، فإنك تقوم بالأسواق ، وتلتمس المعاش فإن لم تفعل ، فأسقط السماء كما زعمت أنت أن ربك إن شاء فعل ، فإنا لن نؤمن لك إلّا أن تفعل ، فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنهم ، وقام معه عبد الله بن أبي أمية ، فقال : يا محمد ، عرض عليك قومك ما عرضوا فلم تقبله منهم ، ثم سألوك لأنفسهم أمورا ليعرفوا بها