فأتى عزرا
بالشريعة امام الجماعة من الرجال والنساء وكل فاهم ما يسمع وقرأ فيه من الصباح الى
نصف النهار وآذان الشعب نحو سفر الشريعة وجميع الشعب بكوا حين سمعوا كلام الشريعة
، وفي اليوم الثاني اجتمع رؤساء آباء جميع الشعب والكهنة واللاويون الى عزرا
ليفهمهم كلام الشريعة فوجدوا مكتوبا فيها ان اسرائيل يسكنون في مظال في العيد في
الشهر السابع فأخذوا في عمل المظال «نح ٨».
وقرأ أيضا في سفر
موسى في آذان الشعب ووجدوا مكتوبا ان عمونيا وموابيا لا يدخل في جماعة الله الى
الأبد ، ولما سمعوا الشريعة فرزوا كل اللفيف «نح ١٣».
قل فما هو السبب
في أن ينفرد عزرا وحده بقراءة سفر الشريعة على ألوف من بني اسرائيل جميع رجالهم
ونسائهم وكل فاهم ما يسمع حتى الكهنة الذين هم حملة الشريعة والتوراة بمقتضى
الوظيفة الشرعية ، ولما ذا هرع إليه في اليوم الثاني رؤساء آباء الشعب والكهنة
واللاويون ، ولما ذا تنبهوا بسبب قراءته الى امور لم تكن معهودة لهم ، وبادروا
إليها مبادرة مغتنم ، أفيجوز مثل هذا؟ مع فرض الوجود لنسخة أو أكثر في بني اسرائيل
غير التي بيد عزرا كلا.
وأيضا لو كان بعد
سبي بابل عند اليهود نسخ من التوراة ، والشريعة لم يكن محل ووجه لنزول الوحي على
حزقيال في شريعة الكهنة ، وقسمة الأرض بين بني اسرائيل وغير ذلك من الشرائع التي
تكلفت التوراة ببيانها «انظر الى حز ٤٣ ـ ٤٨».
تجد من الواضح ان
ذلك بيان لما ليس في أيدي بني اسرائيل من الشريعة.
ثم من بعد سبي
بابل وان لم يصرح بارتدادهم عن التوحيد إلا أنهم كانوا يقولون من يفعل الشر فهو صالح
في عيني الرب وبهم يسر «مل ٢ : ١٧» ويقولون : عبادة الله باطلة ، وما الفائدة من
أننا حفظنا شعائره «مل ٣ : ١٤» وان كهنتهم احتقروا اسم الله «مل ١ : ٦» وخانوا في
الذبائح «مل ١ : ٧ ـ