الفصل الخامس عشر
في رسالة المسيح وما قيل في شأنه
أما رسالته في القرآن الكريم فيكفي قول الله جل شأنه في سورة النساء ١٦٩ : (يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) ، وقوله جل شأنه في سورة المائدة ٧٩ : (مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآياتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
وأما رسالته في العهد الجديد فلا تحتاج الى ذكر.
وأما ما ادعى في العهد الجديد من إشارة العهد القديم إليه وإلى نبوته فسيأتي إن شاء الله إيضاح ان بعضها لا وجود له في العهد القديم ، وبعضها لا يمكن انطباقه عليه ، وبعضها نص في سليمان بن داود وبعضها رموز تنطبق على غيره كما تنطبق عليه ، بل لعل انطباقها على غيره أولى.
وأما ما ذكر في شأنه فأمور :
«الأول» ان في سابع لوقا ٣٤ وحادي عشر متى ١٩ ما يتضمن اعتراف المسيح وحاشاه بأنه شريب خمر ـ أي كثير الشرب لها ـ ، وفي السادس والعشرين