من أحكامه ان يبطل هذه العادة الذميمة بتبليغه قول الله في سورة الأحزاب ٤ (وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) ٥ (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ).
وأمره أيضا تثبيتا لإبطال هذه العادة الوخيمة بأن يكون أول عامل بشريعة الحق ومقاوم لخرافات الجاهلية ليكون اسوة للمؤمنين ويرتفع ببركته حرج الأباطيل ، وقد قدمنا الكلام في هذا الشأن في الفصل الخامس عشر في عصمة رسول الله.
ومن عدم موفقية المتكلف في كتابه ان لهج بهذا الافتراء وتسميته لزيد ابنا لرسول الله حتى ان الغافل ليحب ان يعرف ان هذا هو الابن البكر لرسول الله او من سائر أولاده ، وهل كانت أمه مبغوضة او ميتة ، فإن الغافل لا يخطر في خياله ان أحدا يصر على الافتراء بهذا المقدار من الإصرار ولا سيما في كتاب يطبع وينشر في العالم لنصرة الديانة في مقابلة امة عظيمة راسخة القدم في العلوم الدينية ولكن.
لا تنتهي الأنفس عن غيها |
|
ما لم يكن منها لها زاجر |
وبما ذا يأتي وينفر المغفلين من قومه إلا بهذا التمويه فإن قدس رسول الله ليس لقائل فيه مغمز.
«سؤال» هل تقدر ان تكشف ما هو المنشأ في إصرار المتكلف على إلصاق الدعي بمن يدعى به حتى صار يضجر من هذه الشريعة التي محقت باطل الادعياء وردت الامور إلى حقائقها.
٦ ـ نسخ التوراة لحكمها في محرقة السهو
جاء في رابع اللاويين عن الشريعة الموضوعة في جبل سيناء «١٣ ـ ٢٢» انه إذا سها كل جماعة اسرائيل واخفى امر عن المجمع وعملوا واحدة من مناهي الرب يقرب المجمع ثورا ذبيحة خطيئة محرقة ، مع تفصيل في كيفية