لو ٢٣ : ٥٦» ولم يذكر ان المسيح أبطله ، وإنما عارضه اليهود إذ شفي فيه المرضى فجعلوا ذلك منه نقضا للسبت ، وقد أخطئوا ولم يتدبروا ان مثل هذا لا يعد من الأعمال المحرمة في السبت ولا يكون نقضا له ، ولذا احتج عليهم المسيح بذلك «انظر مت ١٢ : ٣ و ١١ و ١٢ ولو ١٣ : ١٥ و ١٦».
نعم : نقض النصارى حكمه المؤكد في مواضع كثيرة من التوراة وصرح بنسخ حكمه ورفعه ما عن «بولس» في ثاني «كولوسي» ١٦ فلا يحكم عليكم أحد في أكل ولا شرب او من جهة عيد أو هلال او سبت.
وفي رابع غلاطية في صرف انظار الغلاطيين عن الناموس بعد ان ذكر في الثالث ما ذكر قال ٩ وأما الآن إذ عرفتم الله بل بالحري عرفتم من الله فكيف ترجعون أيضا الى الاركان الضعيفة الفقيرة التي تريدون ان تستعبدوا لها من جديد ١٠ أتحفظون أياما وشهورا وأوقاتا وسنين ١١ أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثا.
وقد أطال المتكلف هاهنا «انظر يه ٤ ج ص ١٧٣ ـ ١٧٥» وحاصل ما عنده ان الله يطلب من الانسان سبع وقته ، وان معنى السبت الراحة وهو ينطبق على اوّل الاسبوع كما ينطبق على سابعه وقد تخصص يوم السبت بيوم قيامة المسيح وهو يوم الأحد ومعنى الوصية السابقة في التوراة هو ان نحفظ سبع وقتنا فلم يقل «يعني الله جل اسمه» اذكر اليوم السابع لتقدسه ، وكذا لم يقل الكتاب ان الرب بارك اليوم السابع بل قال ان الرب بارك يوم السبت وقدسه «انظر ص ١٧٤ س ٣ و ٤».
أقول : «أو لا» بعد الإغماض عما هو معلوم نسأل المتكلف ان السبت الذي في شريعة التوراة هل كان معينا باليوم السابع أو مخيرا فيه بين أسباع الاسبوع وأيامه او مخيرا فيه بين اليوم الأول والسابع ، فإن كان معنيا باليوم السابع كان تبديله بيوم آخر وهو الأول نسخا ان كان التبديل عن وحي وإلا كان ضلالا ، وإن كان مخيرا فيه بين أسباع الاسبوع كان أيضا تعيينه بيوم الأحد نسخا لحكم التخيير أو ضلالا ، وكذا ان كان مخيرا فيه بين الأول والسابع.
«وثانيا» ان النظر في التوراة الرائجة يكشف عن ان المتكلف لم ينظر إليها