الكاتب قد وجدت سفر الشريعة «أي التوراة» في بيت الرب ، فقال شافان للملك قد أعطاني حلقيا الكاهن سفرا وقرأ فيه شافان امام الملك ، فلما سمع الملك كلام الشريعة مزق ثيابه وأمر جماعة من خواصه قائلا : اذهبوا اسألوا الرب من أجلي وأجل من بقي من يهوذا واسرائيل على كلام السفر الذي وجد لأنه عظيم غضب الرب الذي انسكب علينا من أجل ان آبائنا لم يحفظوا الرب ليعملوا حسب كل ما هو مكتوب في هذا السفر ، وجمع الملك كل رجال يهوذا وكل الشعب من الصغير إلى الكبير والكهنة والأنبياء إلى بيت الرب وقرأ في آذانهم كل كلام سفر العهد التي وجد في بيت الرب ووقف على منبره وقطع عهدا مع الله على عبادته وحفظ وصاياه وفرائضه حسب كلام العهد المكتوب في هذا السفر «٢ مل ٢٢ و ٢٣ و ٢ اي ٢٤».
وان صريح هذا الكلام وفحواه وشواهده ودلائله لتوضح ان ارتدادات يهوذا وتقلباتهم في الشرك حتى جعلوا الأصنام في بيت المقدس ونجسوه وأخربوه وأغلقوه وبقوا أياما كثيرة بلا إله حق ولا كاهن معلم ولا شريعة توراة لم تبق سفرا للشريعة والتوراة بينهم إلى حد لم يقدر الملك عليه ولم يره ولم يسمع منه شيئا مدة اثنتي عشرة سنة من ملكه وهو مؤمن يطلب الله والشريعة فانه لو كان للتوراة حينئذ وجود لكانت عنده منها نسخة يقرأ بها كل أيام حياته من أول جلوسه على كرسي مملكته حسب ما هو الواجب في الشريعة على ملوك اسرائيل «تث ١٧ : ٨ ـ ٢٠».
ولكنه لما رأى ما ادعى حلقيا الكاهن انه وجده في بيت الرب وسمع ما فيه رأى شيء جديدا وسمع ما لم يكن معهودا له وحبسه هو والمؤمنون من يهوذا من الحقائق التي غفلت عنها الأيام وخبتها عن دواهيها زوايا الخمول حتى مزق الملك عند قراءته ثيابه واضطرب من أجل تضييعهم وجهلهم ما فيه ، وبذل العناية التامة في قراءته على جميع يهوذا واسرائيل ليطلعوا على ما أضاعه منهم الضلال ، ويعودوا الى ما ظفروا به من الشريعة التي لم يكونوا يعرفونها ولا يجدون كتابها.
فكانت نسبة هذا الذي وجدوه إلى الشريعة الحقيقية موكولة إلى أمانة