وأما الروايات
المضطربة المختلفة فقد اقتصروا في الصحاح عن أنس على أن زيدا جاء يشكو زينب إلى
رسول الله وآل الأمر إلى طلاقها.
وفي رواية أبي
سعيد عن زينب قالت : زوجني منه رسول الله فأخذته بلساني فشكاني الى رسول الله
الحديث.
وفي رواية قتادة
ان زيدا جاء رسول الله فقال له : ان زينب قد اشتد لسانها علي ، فهل ترى في هذه
المقدمات شيئا ينتقد به ، وقد أرسل المتكلف «يه ١ ج ص ٦٦» حسب أمانته وغرضه ان
رسول الله أتى زيدا ذات يوم لحاجة فأبصر زينب في درع وخمار وكانت جميلة فوقعت في
نفسه وأعجبه حسنها فقال سبحان مقلب القلوب وانصرف مع انه قد جاء في رواية محمد بن
يحيى بن حيان ان رسول الله لما رأى زينب فجأة أعرض عنها ورجع.
وفي رواية الطبري
وكان على الباب ستر من شعر فرفعت الريح الستر.
ونقول : لو
تنازلنا وأعلمنا أخبار الآحاد فيما يتعلق باصول الدين. وأغمضنا عن اضطراب هذه
الرواية واختلافها ، وقبلنا ما أرسله المتكلف لقلنا ما ذا على النبي وغيره إذا وقع
نظره اتفاقا ومن دون قصد على امرأة أجنبية وما ذا عليه إذا عرف بهذا الاتفاق حسن
الحسن وقبح القبيح ووقع في نفسه موقعه ، وما ذا عليه لو التفت إلى قدرة الله على
التصرف بالقلوب ، أيشترط في النبي أن يكون في مثل هذه الموارد ينقلب الحسن في عينه
قبيحا.
وان المحرم القبيح
هو النظر إلى الأجنبيات ريبة وتلذذا وهو معنى قول الإنجيل الرائج كل من ينظر الى
امرأة ليشتهيها فقد زنى بقلبه. وكذا معنى إذا أعثرتك عينك ويدك «مت ٥ : ٢٨ ـ ٣٠».
«ورطات المتكلف»
وقد تروط في هذا المقام بمقايساته فقال «يه ١ ج ص ٦٦ س ٩» نعم ان داود وقع في
خطيئة الزنا ولكن يوجد فرق جسيم بين الأمرين فلم يأخذ داود امرأة ابنه.