زيادة في العطاء ، وسعة في الرزق ، لأن الله لا يمنع أحدا من فضله في ما يفيضه على عباده من نعمه ، وفي ما يأمر رسوله أن يعطي للمحتاجين من كرمه ونيله ، فهو منتهى رغبة الراغبين الذين إذا تطلعت رغباتهم إلى أي شيء من حولهم ، فإنها تتطلّع إلى الله ، في جوّ روحيّ خاشع تعبّر عنه هذه الكلمة الخاشعة (إِنَّا إِلَى اللهِ راغِبُونَ) ولو أنهم قالوا ذلك لكان خيرا لهم في المدلول الإيماني للكلمة ، وفي الامتداد الروحي للشعور ، وفي القاعدة العقلية للفكرة ، ولانطلقوا في أجواء المجتمع الإسلامي ، من مواقع الثبات في العقيدة والشعور والعمل.
* * *
موارد نفقات الصدقة
(إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) الذين لا يجدون الفرصة الذاتية للعيش الكريم ، فيضطرهم ذلك إلى الاقتراض ، أو إلى سؤال الناس الآخرين ، وربما كانت الكلمة الثانية تمثل المعنى الذي يجعل الفئة الثانية المساكين أردأ حالا من الفئة الأولى ، (وَالْعامِلِينَ عَلَيْها) الجباة لها من المكلّفين (وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ) الذين يراد تقريبهم إلى أجواء الإسلام ، أو تثبيتهم في مواقفه ، وذلك من خلال الرعاية الماليّة لهم ، ليتحوّل ذلك إلى شعور حميم تجاه الإسلام وأهله ، فيزداد اهتمامهم بالتفكير فيه ، وبتعلّم أحكامه وشرائعه ، وبالالتزام بخطه المستقيم ، (وَفِي الرِّقابِ) وذلك بصرف الصدقة في عتق العبيد الذين هم تحت الشدّة ، أو مطلق العبيد ، باعتبار أن تحريرهم هو من أولى الأهداف الإسلامية في الحياة ، التي يدعو الله المسلمين إليها ، أو يوحي إلى وليّ الأمر أن يقوم بها من خلال الميزانية المالية للدولة ، (وَالْغارِمِينَ) الذين أطبقت عليهم الديون فلم يستطيعوا إلى الوفاء بها سبيلا ، (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) في خطّ