الناس ، أو جمال الصورة لدى أنفسهم ، فإن الأموال لا تمثل قيمة كبيرة ، كما أن الأولاد لا يمثلون امتيازا وتشريعا ، لأن القيمة تتمثل من خلال ما يقوم به الإنسان من جهد مفيد على مستوى الحياة يرفع مستواه بإرادته واختياره. أمّا الامتياز الذي يحصل عليه ، فهو ناشئ من قيمة المعرفة لديه وحركة العمل في نفسه ، وهما مفقودان لدى هؤلاء ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، في ما يواجههم من مشاكل ومصائب وبلايا ، في جمع المال وتربية الأولاد ، وتعقيد الأوضاع والعلاقات المتعلقة بهما ، مما يجعل من ذلك مصدر عذاب حقيقيّ ، يفقد معه الإنسان لذّة امتلاكه لهما ، ويمتد الأمر بهم في الاشتغال بمشاكل الأولاد والأموال ، في حالات الفرح والحزن واللذة والألم ، حتى يبتعدوا بذلك عن الله ، ويعرضوا عن ذكره ، ويغفلوا عن النتائج السلبيّة التي تنتظرهم في الآخرة عذابا وعقابا ، ويفقدوا كل فرصة للإيمان ، حتى يأتيهم الموت ، وهم غافلون (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ) بالله واليوم الآخر ، جاحدون لتعاليمه وشرائعه ، فيلاقيهم العذاب من حيث لا يشعرون.
* * *
الحلف بالله لتغطية حقيقة الكفر
(وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ) عند ما يشعرون بعلامات الاستفهام تحاصرهم من كل جانب ، في لفتات العيون ، وهمسات الظنون ، أو يواجهون الحذر الذي يتمثل في علاقات المؤمنين بهم ، حيث يحذّر كل واحد منهم أخاه ، من هؤلاء المنافقين الذين لا يوحون بالثقة ، من أجل الابتعاد عنهم ، والإعراض عنهم ، ومواجهتهم بالشك والريبة والحذر ، فيحاولون أن يقدّموا أيمانهم أمامهم ليؤكدوا انسجامهم مع المجتمع في خطّ الإيمان ليكونوا جزءا