لا تقبل نفقة من دون إيمان
(قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) فلا جدوى من ذلك ولا أثر له ، ولا فرق بين أن ينطلق من موقع الاختيار والرخاء أو من موقع الكراهة (لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ) ولن تؤجروا عليه عند الله ، ولن تحصلوا على رضاه ، (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ) في أعمالكم وأوضاعكم وعلاقاتكم المنحرفة (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ) فلم يؤمنوا من قاعدة الإخلاص والقناعة والجدّية ، بل كان الأمر بالنسبة إليهم تمثيلا في تمثيل ، (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى) لأنها لا تتحرك من حالة روحيّة منفتحة على الله ، في ما تمثله من معراج المؤمن بروحه إلى الله في صلاته ، بل كانت تتحرك من أداء الدور التمثيلي الذي يخدع البسطاء ليخيّل إليهم أنهم سائرون في خط الإيمان ، مما يؤدي إلى أن تكون حركتهم في الصلاة حركة الإنسان الكسول الذي ينطلق بتثاقل وجهد كبير ، لأنه يفقد الواقع الحقيقي الذي يحقق له العمق والنشاط والامتداد ، (وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ) فلا مجال للحديث عن إنفاق طوعيّ ، إلّا من خلال الفرضيّة التي لا تخضع للواقع لأنهم يفقدون الدوافع الإيمانيّة للإنفاق ، فلا يتحرك فيهم ، إلّا لتحقيق الأغراض المشبوهة التي تصوّرهم بصورة الإيمان من موقع الخداع والحيلة ، ولكن دون جدوى.
* * *
الأموال والأولاد .. مظاهر خادعة
(فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) مهما أعطتهم من ضخامة الموقع لدى