منه ، ولكن الله يؤكد خلاف ذلك ، (وَما هُمْ مِنْكُمْ) لأن صفة المجتمع المؤمن هو الشجاعة في مواجهة العدوّ ، والقوّة في الوقوف أمام التحديات ، وليس ذلك موجودا لديهم ، (وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ) ويخافون من لقاء العدو ، في أيّ حال من الأحوال (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً) يلجأون إليه عند ما يهاجمهم العدو ويتبعهم ، (أَوْ مَغاراتٍ) يختفون في داخلها في عملية اختباء واختفاء (أَوْ مُدَّخَلاً) يدخلون فيه مما ينطلقون فيه من سبل النجاة (لَوَلَّوْا إِلَيْهِ) وانصرفوا نحوه (وَهُمْ يَجْمَحُونَ) أي يسرعون إليه لا يصرفهم عنه شيء ، لأنهم لا يجدون في أنفسهم أيّ أساس للشعور بالقوّة والثبات على الموقف ، لأنهم لا يتعلقون من لقاء الله ورضوانه بشيء ، ولا يجدون في داخل ذواتهم الانطلاقة الحقيقية للقوّة ، فكيف يمكن أن يعيشوا روح هذا الثبات من قريب أو من بعيد؟!
* * *