قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) [٧٢] أي من كان في الدنيا أعمى القلب عن أداء شكر نعم الله تعالى عليه ظاهرة وباطنة فهو في الآخرة أعمى عن رؤية المنعم.
قوله : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ) [٨٠] يعني أدخلني في تبليغ الرسالة مدخل صدق ، وهو أن لا يكون لي إلى أحد ميل ، وإني لا أقصر في حدود التبليغ وشروطه ، وأخرجني من ذلك على السلامة وطلب رضاك منه على الموافقة ، (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) [٨٠] أي زيّنّي بزينة جبروتك ليكون الغالب عليهم سلطان الحق لا سلطان الهوى. وسمعت سهلا مرة أخرى يقول : (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) [٨٠] لسانا ينطق عنك ، ولا ينطق عن غيرك (١).
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً) [١٠٧] قال سهل : لا يؤثر شيء على السر مثل ما يؤثر عليه سماع القرآن ، فإن العبد إذا سمع خشع سره ، وأنار ذلك قلبه بالبراهين الصادقة ، وزين جوارحه بالتذلل والانقياد ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) الحلية ١٠ / ١٩٥ ؛ وقوت القلوب ١ / ٢٨١.