السورة التي يذكر فيها النبأ
قوله تعالى : (وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً) [١١] أي أنوار القلوب وتنويرها بذكرنا معاشا لنفس الروح والعقل ، مثل عيش الملائكة ، فأما العيش الآخر فهو طريق العوام. ثم قال : ليس من أخلاق المؤمن التذلل عند الفاقة ، وقبيح بالفقراء يلبسون الخلقان وهموم الأرزاق في قلوبهم ، وإنما أصل هذه الأمور ثلاث : السكون إلى الله جل وعز ، والهرب من الخلق ، وقلة الأذى. ولقد كان عامر بن عبد قيس يقول إذا أصبح : اللهم إن الناس قد انتشروا لحوائجهم ، وإن حاجتي أن تغفر لي (١).
قوله عزوجل : (جَزاءً وِفاقاً) [٢٦] قال : وافق عذاب النار الشرك لأنهما عظيمان ، فلا عذاب أعظم من الشرك.
قوله تعالى : (وَكَواعِبَ أَتْراباً) [٣٣] قال : يعني الجواري القينات أترابا مستويات على ميلاد واحد.
قوله تعالى : (وَكَأْساً دِهاقاً) [٣٤] أي مملوءة متتابعة. ولقي حكيما حكيم بالموصل فقال : تشتاق إلى الحور العين؟ فقال : ألا أشتاق إليهن ، فإن نور وجوههن من نور الله تعالى عزوجل ، فغشي عليه ، فحمل إلى منزله ، فكان الناس يعودونه شهرا. وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما : لو أن جارية منهن بصقت في سبعة أبحر ، لكانت الأبحر أحلى من العسل (٢).
والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) كتاب الزهد لابن أبي عاصم ص ٢٢٥.
(٢) الترغيب والترهيب ٤ / ٢٩٩ (رقم ٥٧١٧).