والدلالة بمعنى
واحد» .
(حَنِيفاً) : من الحنف وهو الميل من شيء إلى شيء ، وهو في المصطلح
القرآني الميل من الضلال إلى الهدى.
(أَوْلَى) : هو بمعنى أفعل من غيره ، لا يثنّى ولا يجمع لأنه يتضمن
معنى الفعل والمصدر على تقدير يزيد فضله على فضله في أفضل منه ، ومعنى قولنا : هذا
الفعل أولى من غيره ، أي : بأن يفعل ، وقولنا : زيد أولى من غيره معناه : أنه على
حال هو أحق بها من غيره .
(اتَّبَعُوهُ) : الاتباع : جريان الثاني على طريقة الأول من حيث هو عليه
، كالمدلول الذي يتبع الدليل في سلوك الطريق ، أو في التصحيح ، لأنه إن صح الدليل
صح المدلول عليه بصحته ، وكذلك المأموم الذي يتبع طريقة الإمام.
* * *
أسلوب التأنيب
الهادىء
وهذا أسلوب آخر في
حوار القرآن مع أهل الكتاب ، يستهدف كشف الزيف الذي كانوا يمارسونه في تضليل الناس
باستغلال الصفة الروحية الكبيرة والموقع القدسيّ العظيم لبعض الشخصيات النبويّة ،
فيسبغون عليه انتماءهم الديني ليوحوا للبسطاء بقداسة مواقعهم ، وسلامة طروحاتهم
الفكرية والعملية ، من أجل كسب هؤلاء البسطاء إلى صفوفهم وتحويلهم عن السير في خط
الإسلام. وقد أراد القرآن الكريم أن يواجههم بأسلوب التأنيب الهادىء الوديع الذي
يطرح التساؤل في أسلوب الاستفهام الإنكاري ، كأسلوب لمواجهة الإنسان نفسه بالحقيقة
في تسجيل نقطة هنا تدفع نحو التفكير ، ونقطة هناك تدفع نحو
__________________