١٠٨ ـ سورة الكوثر
(مكية وهى ثلاث آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣)
____________________________________
(سورة الكوثر مكية وآيها ثلاث)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (إِنَّا أَعْطَيْناكَ) وقرىء انطيناك (الْكَوْثَرَ) أى الخير المفرط الكثير من شرف النبوة الجامعة لخيرى الدارين والرياسة العامة المستتبعة لسعادة الدنيا والدين فوعل من الكثرة وقيل هو نهر فى الجنة وعن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه قرأها فقال أتدرون ما الكوثر إنه نهر فى الجنة وعدنيه ربى فيه خير كثير وروى فى صفته أنه أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه الزبرجد وأوانيه من فضة عدد نجوم السماء وروى لا يظمأ من شرب منه أبدا أول وارديه فقراء المهاجرين الدنسو الثياب الشعث الرؤس الذين لا يزوجون المنعمات ولا تفتح لهم أبواب السدد يموت أحدهم وحاجته تتلجلج فى صدره لو أقسم على الله لأبره وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه فسر الكوثر بالخير الكثير فقال له سعيد بن جبير فإن ناسا يقولون هو نهر فى الجنة فقال هو من الخير الكثير وقيل هو حوض فيها وقيل هو وأولاده وأتباعه أو علماء أمته أو القرآن الحاوى لخير الدنيا والدين والفاء فى قوله تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) لترتيب ما بعدها على ما قبلها فإن إعطاءه تعالى إياه عليهالسلام ما ذكر من العطية التى لم يعطها ولن يعطيها أحدا من العالمين مستوجب للمأمور به أى استيجاب أى فدم على الصلاة لربك الذى أفاض عليك هذه النعمة الجليلة التى لا يضاهيها نعمة خالصا لوجهه خلاف الساهين عنها المرائين فيها أداء لحقوق شكرها فإن الصلاة جامعة لجميع أقسام الشكر (وَانْحَرْ) البدن التى هى خيار أموال العرب باسمه تعالى وتصدق على المحاويج خلافا لمن يدعهم* ويمنع عنهم الماعون وعن عطية هى صلاة الفجر بجمع والنحر بمنى وقيل صلاة العيد والتضحية وقيل هى جنس الصلاة والنحر وضع اليمين على الشمال وقيل هو أن يرفع يديه فى التكبير إلى نحره هو المروى عن النبى صلىاللهعليهوسلم وعن ابن عباس رضى الله عنهما استقبل القبلة بنحرك وهو قول الفراء والكلبى وأبى الأحوص (إِنَّ شانِئَكَ) أى مبغضك كائنا من كان (هُوَ الْأَبْتَرُ) الذى لا عقب له