١٠٤ ـ سورة الهمزة
(مكية وهى تسع آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤)
____________________________________
(سورة الهمزة مكية وآيها تسع)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (وَيْلٌ) مبتدأ خبره (لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) وساغ الابتداء به مع كونه نكرة لأنه دعاء عليهم بالهلكة أو بشدة الشر والهمز الكسر كالهزم واللمز الطعن كاللهز شاعا فى الكسر من أعراض الناس والطعن فيهم وبناء فعلة للدلالة على أن ذلك منه عادة مستمرة قد ضرى بها وكذلك اللعنة والضحكة وقرىء لكل همزة لمزة بسكون الميم وهو المسخرة الذى يأتى بالأضاحيك فيضحك منه ويستهزأ به وقيل نزلت فى الأخنس بن شريق فإنه كان ضاريا بالغيبة والوقيعة وقيل فى أمية بن خلف وقيل فى الوليد بن المغيرة واغتيابه لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وغضه من جنابه الرفيع واختصاص السبب لا يستدعى خصوص الوعيد بهم بل كل من اتصف بوصفهم القبيح فله ذنوب منه مثل ذنوبهم (الَّذِي جَمَعَ مالاً) بدل من كل أو منصوب أو مرفوع على الذم وقرىء جمع بالتشديد* للتكثير وتنكير مالا للتفخيم والتكثير الموافق لقوله تعالى (وَعَدَّدَهُ) وقيل معنى عدده جعله عدة لنوائب الدهر وقرىء وعدده أى جمع المال وضبط عدده أو جمع ماله وعدده الذين ينصرونه من قولك فلان ذو عدد وعدد إذا كان له عدد وافر من الأنصار والأعوان وقيل هو فعل ماض بفك الإدغام (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) أى يعمل عمل من يظن أن ماله يبقيه حيا والإظهار فى موقع الإضمار لزيادة التقرير وقيل طول المال أمله ومناه الأمانى البعيدة حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أن المال تركه خالدا فى الدنيا لا يموت وقيل هو تعريض بالعمل الصالح والزهد فى الدنيا وأنه هو الذى أخلد صاحبه فى الحياة الأبدية والنعيم المقيم فأما المال فليس بخالد ولا بمخلد وروى أن الأخنس كان له أربعة آلاف دينار وقيل عشرة آلاف والجملة مستأنفة أو حال من فاعل جمع (كَلَّا) ردع له عن