٩٤ ـ سورة الشرح
(مكية وهى ثمان آيات)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) (٣)
____________________________________
(سورة الشرح مكية وآيها ثمان)
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) لما كان الصدر محلا لأحوال النفس ومخزنا لسرائرها من العلوم والإدراكات والملكات والإرادات وغيرها عبر بشرحه عن توسيع دائرة تصرفاتها بتأييدها بالقوة القدسية وتحليتها بالكمالات الأنسية أى ألم نفسحه حتى حوى عالمى الغيب والشهادة وجمع بين ملكتى الاستفادة والإفادة فما صدك الملابسة بالعلائق الجسمانية عن اقتباس أنوار الملكات الروحانية وما عاقك التعلق بمصالح الخلق عن الاستغراق فى شؤن الحق وقيل أريد به ما روى أن جبريل أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى صباه أو يوم الميثاق فاستخرج قلبه فغسله ثم ملأه إيمانا وعلما ولعله تمثيل لما ذكر أو أنموذج جسمانى مما سيظهر له عليه الصلاة والسلام من الكمال الروحانى والتعبير عن ثبوت الشرح بالاستفهام الإنكارى عن انتفائه للإيذان بأن ثبوته من الظهور بحيث لا يقدر أحد على أن يجيب عنه بغير بلى وزيادة الجار والمجرور مع توسيطه بين الفعل ومفعوله للإيذان من أول الأمر بأن الشرح من منافعه عليه الصلاة والسلام ومصالحه مسارعة إلى إدخال المسرة فى قلبه عليه الصلاة والسلام وتشويقا له إلى ما يعقبه ليتمكن عنده وقت وروده فضل تمكن وقوله تعالى (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) عطف على ما أشير إليه من مدلول الجملة السابقة كأنه قد شرحنا صدرك ووضعنا الخ وعنك متعلق بوضعنا وتقديمه على المفعول الصريح مع أن حقه التأخر عنه لما مر آنفا من القصد إلى تعجيل المسرة والتشويق إلى المؤخر ولما أن فى وصفه نوع طول فتأخير الجار والمجرور عنه لما مر آنفا من القصد إلى تعجيل أى حططنا عنك عبأك الثقيل (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) أى حمله على النقيض وهو صوت الانتقاض والانفكاك كما يسمع من الرحل المتداعى إلى الانتقاض من ثقل الحمل مثل به حاله عليه الصلاة والسلام مما كان يثقل عليه ويغمه من فرطاته قبل النبوة أو من عدم إحاطته بتفاصيل الأحكام والشرائع أو من تهالكه على إسلام المعاندين