الجنّ تبكى شجوها |
|
لمّا أتى منه الخبر |
قتل الحسين ورهطه |
|
تعسا لذلك من خبر |
فلأبكيّنك حرقة |
|
عند العشاء وبالسّحر |
ولأبكينّك ما جرى |
|
عرقى وما حمل الشجر(١) |
١٢ ـ قال المجلسى : وجدت فى بعض كتب المناقب المعتبرة أنّه روى عن سيّد الحفّاظ أبى منصور الديلمى ، عن الرئيس أبى الفتح الهمدانيّ ، عن أحمد بن الحسين الحنفىّ ، عن عبد الله بن جعفر الطبرى ، عن عبد الله بن محمّد التميمى ، عن محمّد بن الحسن العطّار ، عن عبد الله بن محمّد الانصارى ، عن عمارة بن زيد ، عن بكر بن حارثة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن عيسى بن عمر ، عن عبد الله بن عمر الخزاعى ، عن هند بنت الجون قالت : نزل رسول الله صلىاللهعليهوآله بخيمة خالتها أمّ معبد ، ومعه أصحاب له ، فكان من أمره فى الشاة ما قد عرفه الناس ، فنام فى الخيمة هو وأصحابه حتّى أبرد ، وكان يوم قائظ شديد حرّه.
فلمّا قام من رقدته دعا بماء فغسّل يديه فأنقاهما ، ثمّ مضمض فاه ومجّه على عوسجة كانت إلى جنب خيمة خالتها ثلاث مرّات ، واستنشق ثلاثا وغسّل وجهه وذراعيه ثمّ مسح برأسه ورجليه ، وقال : لهذه العوسجة شأن ثمّ فعل من كان معه من أصحابه مثل ذلك ثمّ قام فصلّى ركعتين ، فعجبت فتيات الحىّ من ذلك وما كان عهدنا ولا رأينا مصلّيا قبله.
فلمّا كان من الغد أصبحنا وقد علت العوسجة حتّى صارت كأعظم دوحة عادية وأبهى وخضر الله شوكها ، وساخت عروقها وكثرت أفنانها ، وأخضرّ ساقها وورقها ثمّ أثمرت بعد ذلك وأينعت بثمر كأعظم ما يكون من الكمأة فى لون الورس المسحوق ورائحة العنبر ، وطعم الشّهد ، والله ما أكل منها جائع إلّا شبع
__________________
(١) كامل الزيارات : ٩٧.