ابن الحسين ، قال : أو لم يقتل الله على بن الحسين قال : قد كان لى أخ اكبر منّى يسمّى عليا فقتلتموه. قال : بل الله قتله قال على : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) قال له يزيد: (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فقال على : (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ـ لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ).
قال فوثب رجل من أهل الشام فقال : دعنى أقتله فألقت زينب نفسها عليه. فقام رجل آخر فقال : يا أمير المؤمنين هب لى هذه الجارية أتّخذها أمة قال : فقالت له زينب : لا ولا كرامة ، ليس لك ذلك ولا له إلا ان يخرج من دين الله ، فصاح به يزيد. اجلس فجلس وأقبلت زينب عليه وقالت : يا يزيد حسبك من دمائنا ، وقال على بن الحسين عليهالسلام إن كان لك بهؤلاء النسوة رحم ، وأردت قتلى فابعث معهن أحدا يؤديهنّ.
فرقّ له وقال : لا يؤدّيهنّ غيرك. ثم أمره أن يصعد المنبر ، فحمد لله وأثنى عليه وقال: أيها الناس من عرفنى فقد عرفنى ومن لم يعرفنى فأنا أعرفه بنفسى ، أنا على بن الحسين أنا ابن البشير النذير ، أنا ابن الداعى إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير. وهى خطبة طويلة كرهت الإكثار بذكرها وذكر نظائرها. (١)
٢٢ ـ قال الدينورى : قالوا : ثمّ إن ابن زياد جهز علىّ بن الحسين ومن كان معه من الحرم ، ووجّه بهم إلى يزيد بن معاوية مع زحر بن قيس ومحقن بن ثعلبة ، وشمر بن ذى الجوشن ، فساروا حتى قدموا الشام ، ودخلوا على يزيد بن معاوية بمدينة دمشق ، وأدخل معهم رأس الحسين ، فرمى بين يديه ، ثم تكلم شمر بن ذى الجوشن ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ورد علينا هذا فى ثمانية عشر رجلا من أهل بيته ، وستّين رجلا من شيعته ، فصرنا إليهم ، فسألناهم النزول على حكم أميرنا عبيد الله بن
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٨٠.