من أمر الدنيا ولا نفرح بما أوتينا (١).
٢٠ ـ عنه قال الصادق عليهالسلام : لمّا أدخل رأس الحسين بن على عليهماالسلام على يزيد لعنه الله وأدخل عليه على بن الحسين وبنات أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان علىّ بن الحسين عليهالسلام مقيدا مغلولا ، فقال يزيد : يا على بن الحسين الحمد لله الذي قتل أباك ، فقال على بن الحسين : لعن الله من قتل أبى ، قال فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه عليهالسلام ، فقال على بن الحسين فاذا قتلتنى فبنات رسول الله صلىاللهعليهوآله من يردّهم إلى منازلهم وليس لهم محرم غيرى.
فقال أنت تردّهم إلى منازلهم ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده ثم قال له : يا علىّ بن الحسين أتدري ما الذي اريد بذلك؟ قال بلى تريد أن لا يكون لأحد علىّ منة غيرك ، فقال يزيد هذا والله ما أردت أفعله ثم قال يزيد يا علىّ بن الحسين (ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) فقال على بن الحسين عليهالسلام كلا ، ما هذه فينا نزلت ، إنما نزلت فينا (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ) ـ إلى قوله ـ (لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) فنحن الذين لا نأسو على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا منها (٢).
٢١ ـ قال أبو الفرج : وضع الرأس بين يدى يزيد ـ لعنه الله ـ فى طست فجعل ينكته على ثناياه بالقضيب وهو يقول :
تفلّق هاما من رجال أعزة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما |
وقد قيل إن ابن زياد ـ لعنه الله ـ فعل ذلك. وقيل : إنه تمثل أيضا والرأس بين يديه بقول عبد الله بن الزبعرى :
ليت أشياخى ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرن من أشياخهم |
|
وعدلناه ببدر فاعتدل |
ثم دعا يزيد ـ لعنه الله ـ بعلى بن الحسين عليهالسلام فقال : ما اسمك؟ فقال على
__________________
(١) تفسير القمى : ٢ / ٢٧٧.
(٢) تفسير القمى : ٢ / ٣٥٢.