ذلك وجب علينا الحق لكم.
ولم يذكر عنه غير هذا في ذلك المجلس.
* * *
وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه.
وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفر بن محمد ، وأمره أن يحج بالناس ، وخطب للرضا في كل بلد بولاية العهد.
فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا يحيى بن الحسن [العلوي] ، قال : حدثني من سمع عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر رسول الله بالمدينة فقال في الدعاء له :
اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين ، علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ، عليهم السلام :
ستة آباء هم ما هم |
|
هم خير من يشرب صوب الغمام (١) |
حدثني الحسن بن الطبيب البلخي ، قال : حدثني محمد بن أبي عمر العدني ، قال : سمعت عبد الجبار يخطب ، فذكر مثله.
* * *
رجع الحديث إلى نظام خبر علي بن موسى.
قال : وزوج المأمون ابنته أم الفضل محمد بن علي بن موسى على حلكة لونه وسواده ، ونقلها إليه فلم تزل عنده (٢).
واعتل الرضا علته التي مات فيها (٣) ، وكان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري عليهما ، وينهى المأمون عنهما ، ويذكر له مساوئهما (٤).
ورآه يوما يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال : يا أمير المؤمنين ،
__________________
(١) البيت للنابغة كما في الشعر والشعراء ١ / ١٠٩ وخزانة الأدب ٢ / ١١٨ وفيهما «من يشرب صفو المدام».
(٢) راجع قصة زواجه وخطبته التي خطبها لنفسه عند قرانه في كتاب الإرشاد ٢٩١ ـ ٢٩٦ والطبري ١٠ / ٢٥١.
(٣) مروج الذهب ٢ / ٢٣٥.
(٤) في الإرشاد ٢٨٨ «فعرفا ذلك منه ، فجعلا يحطان عليه عند المأمون ويذكران له عنه ما يبعده منه ويخوفانه من حمل الناس عليه ، فلم يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه ، وعمل على قتله ....».