شقراء فعقرها ، ثم قاتل القوم حتى قتل. فكان جعفر أول رجل من المسلمين عقر في الإسلام(١).
أخبرنا محمد بن جرير ، قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا ابن حميد قال حدّثنا سلمة وأبو ثميلة ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه [عباد](٢) ، قال حدّثني أبي الذي أرضعني ، وكان أحد بني مرّة بن عوف ، وكان في تلك الغزوة وة مؤتة ، قال : والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها. ثم قاتل القوم حتى قتل (٣).
حدّثنا أحمد بن عمر بن موسى بن زنجويه قال : حدّثني إبراهيم بن الوليد بن سلمة القرشي ، قال حدّثني أبي ، قال : حدّثنا عبد الملك بن عقبة ، عن أبي يونس ، عن عبد الرحمن بن سمرة ، قال :
بعثني خالد بن الوليد بشيرا إلى رسول الله يوم مؤتة (٤) ، فلما دخلت المسجد قال لي رسول الله (ص) / (٦) : على رسلك يا عبد الرحمن أخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل زيد فقتل ، فرحم الله زيدا ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فقاتل جعفر فقتل فرحم الله جعفرا. ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل عبد الله بن رواحة فقتل ، فرحم الله عبد الله.
قال : فبكى أصحاب رسول الله (ص) وهم حوله فقال : ما يبكيكم؟ فقالوا : ما لنا لا نبكي وقد ذهب خيارنا وأشرافنا وأهل الفضل منا. فقال : لا تبكوا ؛ فإنما مثل أمتي كمثل حديقة قام عليها صاحبها فأصلح رواكيها (٥) وهيأ مساكبها ، وحلق سعفها ، فأطعمت عاما فوجا ، ثم عاما فوجا ، ثم عاما
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٤ / ٢٥ ، وأسد الغابة ٢ / ٢٨٨ ، وشرح المواهب ٢ / ٢٧٢ ، والسيرة الحلبية ٣ / ٧٨ ، وابن الأثير ٢ / ١٦٠ ، والتنبيه والأشراف ٢٣١.
(٢) الزيادة من سيرة ابن هشام ٤ / ٢٠.
(٣) الإصابة ١ / ٢٤٨ وحلية الأولياء ١ / ١١٨ والطبري ٣ / ١٠٩.
(٤) قيل إن الذي قدم بخبر مؤتة على الرسول يعلى بن أمية ، وقيل أبو عامر الأشعري راجع شرح المواهب ٢ / ٢٧٦.
(٥) في لسان العرب ١٩ / ٥٠ «الركية» البئر تحفر والجمع ركي وركايا.