قال رحمويه : وهدم الرشيد دار عباد بن العوام في خلافته ، ومنعه الحديث ، ثم أذن فيه بعد (١).
* * *
أخبرني جعفر بن محمد الورّاق ، قال : حدثنا أحمد بن حازم ، قال : حدثنا نصر بن حازم ، قال :
خرج هارون بن سعد من الكوفة في نفر من أصحاب زيد بن علي إلى إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، وكان فيمن خرج معه عامر بن كثير السراج ، وهو يومئذ شاب جلد شجاع ، وحمزة التركي ، وسالم الحذّاء ، وخليفة بن حسان.
قال : لمّا قدموا على إبراهيم وليّ سالم بن أبي واصل بيت المال ، وولّي هارون بن سعد واسطا ، فأنفذ معه جيشا كثيفا ، فدخل واسطا ، وهرب منه أصحاب أبي جعفر ، وأسرع الناس إليه ، ولم يبق أحد من أهل العلم إلّا تبعه ، وكان منهم عباد بن العوام ، وهشيم بن بشير ، وإسحاق بن يوسف الأزرق (٢) ، ويزيد بن هارون ، ومسلم بن سعيد ، والأصبغ بن زيد (٣).
ودعا عاصم بن علي فاعتل عليه بالمرض والضعف ، فقال له : أنا أفتي الناس بالخروج معك ، ثم هرب منه ، فجعل هارون بن سعد عبّاد بن العوام قائدا وضم إليه الفقهاء أجمعين ، وكانوا في قيادته ، وشاوره وقدّمه فلما قتل إبراهيم وانقضت حياته ، هرب عبّاد بن العوام ، فهدمت داره وانفضت جموعه ، ولم يزل متواريا حتى مات أبو جعفر.
أخبرنا يحيى بن علي ، والجوهري ، والعتكي ، قالوا : حدثنا عمر بن شبّة ، قال : حدثني سهل بن عقيل ، قال :
__________________
(١) جاء في تاريخ بغداد : «عباد بن العوّام يكنى أبا سهل ، كان من أهل واسط ، وكان يتشيع فأخذه هارون أمير المؤمنين فحبسه زمانا ، ثم خلى عنه ، وأقام ببغداد ، وتوفي سنة خمس وثمانين ومائة».
(٢) مات سنة خمس وتسعين ومائة ، عن ثمان وسبعين سنة ، كما في خلاصة تذهيب الكمال ص ٢٦.
(٣) في خلاصة تذهيب الكمال : «قال ابن سعد : توفي سنة ١٥٩».