أخبرني عيسى بن الحسين ، قال : حدّثنا هرون بن موسى الفروي ، قال : وخرج عبد الواحد بن أبي عون (١) ، مع محمد بن عبد الله وكان من دوس ، وكان منقطعا إلى عبد الله بن الحسن ، فطلبه أبو جعفر فيمن طلب بعد مقتل محمد ، فتوارى عند محمد بن يعقوب بن عيينة ، فمات عنده فجاءه في سنة أربع وأربعين ومائة. وقد حمل عنه الحديث ، وكان ثقة.
* * *
أخبرني وكيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن مجمع ، عن الواقدي ، قال :
كان ابن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم غير مدافع. وكان له حلقة في مسجد النبي (ص) يفتي فيها الناس ويحدثهم. فلما خرج محمد بن عبد الله بن الحسن خرج معه ، فلما قتل محمد ، وولى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس المدينة بعث إلى ابن عجلان فأتى به فسكت فقال له : أخرجت مع الكذاب؟ وأمر بقطع يده ، فلم يتكلم ابن عجلان بكلمة إلّا أنه كان يحرك شفتيه بشيء لا يدري ما هو ، فظن أنه يدعو ، فقام من حضر جعفرا من فقهاء المدينة وأشرافها فقالوا له : أصلح الله الأمير ، محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم ، وإنما شبّه عليه ، وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية ، فلم يزالوا يطلبون إليه ، حتى تركه. فولّى ابن عجلان منصرفا ، فلم يتكلم بكلمة حتى أتى منزله.
قال الواقدي : وقد رأيته وسمعت منه ، وكان ثقة كثير الحديث. مات بالمدينة سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة ، في خلافة أبي جعفر (٢).
* * *
أخبرني وكيع ، قال : حدثنا إسماعيل بن مجمع ، عن الواقدي ، قال :
خرج عبد الله بن عمر بن العمري (٣) ، مع محمد بن عبد الله ، هو ،
__________________
(١) الطبري ٩ / ٢٣٣ وابن الأثير ٥ / ٢٢٢.
(٢) تاريخ الخلفاء ١٨٢.
(٣) راجع الطبري ٩ / ٢٣٣ وابن الأثير ٥ / ٢٢٢ وتاريخ بغداد ١٠ / ٤٣٤.