وقد ورثت من عبد الله ما ورثته وأنت ترب لا مال لك؟ فتركها ، ومضى إلى أبي عبيدة أبي هند ، فخطبها إليه. فقال : في الرحب والسعة ، أمّا مني فقد زوجتك ، مكانك لا تبرح. فدخل على هند ، فقال : يا بنية هذا عبد الله بن الحسن أتاك خاطبا ، قالت : فما قلت له؟ فقال : زوجته إيّاك. قالت : أحسنت قد أجزت ما صنعت. وأرسلت إلى عبد الله : لا تبرح حتى تدخل على أهلك. قال : فتبشرت لذلك ، فبات بها معرسا من ليلته ، لا تشعر أمه ، فأقام سبعا ، ثم أصبح في يوم سابعه غاديا على أمه ، وعليه درع الطيب ، وفي غير ثيابه التي تعرف. فقالت : يا بني ، من أين لك هذا (١)؟ قال : من عند التي زعمت أنها تردني.
أخبرني عمر ، قال : حدثنا عمر بن شبّة ، قال : حدثني هرمن أبو علي (٢) ـ رجل من أهل المدينة ـ قال : سمعته متعالما عند آل أبي طالب : أن محمدا ولد في سنة مائة ، وأن عمر بن عبد العزيز فرض له في شرف العطاء.
* * *
باب ما ذكر في تسميته بالمهدي
حدّثني عمر بن عبد الله ، قال : أخبرنا عمر بن شبّة ؛ وحدثنا يحيى بن علي ب يحيى المنجم ، وأحمد بن عبد العزيز ، قالا : حدثنا عمر ، قال : حدثني يعقوب بن القاسم بن محمد بن يحيى بن زكريا بن طلحة بن عبيد الله ، قال : حدثني علي بن أبي طالب بن سرح ـ أحد بني تيم الله ـ قال : أخبرني مسمع بن غسان :
أن فاطمة بنت الحسين كانت تقبل نساء بنيها وأهل بيتها حتى قال لها بنوها : خشينا أن نسمى بني القابلة. فقالت : إنّ لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون. فلما كانت الليلة التي ولد فيها محمد بن عبد الله قالت : يا بني ، إني أطلب أمرا وظفرت به ، فلست بعائدة بعد اليوم ، إن شاء الله تعالى ، فهي التي أوقعت ذكره.
__________________
(١) كذا في الأغاني ، وفي النسخ «من أين بك؟».
(٢) في ق «هرمز».