الطبيعية في
التغيرات والتحولات الجسدية التي تعيشها المرضعة خلال فترة الرضاعة وبعدها ، وخاصة
فيما يتعلق بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يعمل كعامل منع طبيعي عبر نزول البويضة
وتأخير العادة الشهرية ، ما يؤدي إلى إعطاء الأم راحة واستقرارا جسديا وتفرغا
كاملا لمهمتها الموكولة بها. وقد تناولت بعض الأبحاث أيضا دور الرضاعة الطبيعية في
إعادة الرحم وملحقاته إلى حالته الأولى قبل الحمل ، ودورها في المساهمة بشكل فعال
في سحب الدهون التي يختزنها الجسم خلال فترة الحمل ، واستعادة المرأة لرشاقتها
ونشاطها الطبيعي.
أما أهم الدراسات
الطبية على الإطلاق فهي التي تعرضت إلى موضوع العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وتدني
الإصابة بسرطان الثدي ، حيث تبين أن كل سنة إرضاع تمضيها الأم مع رضيعها تقلل من
نسبة إصابتها بسرطان الثدي بنحو ٣ ، ٤ خ ، هذا بالإضافة إلى زيادة ٧ خ ، وهي
النسبة المتمثلة بمعدل تراجع التعرض لسرطان الثدي عند كل أم ولكل طفل تنجبه.
كما ثبت بالمقابل
أن نسبة سرطان الثدي تزداد في الحالات التي تنجب فيها المرأة عددا أقل من الأطفال
، وتقوم بإرضاعهم لفترات قصيرة.
وهكذا يتبين أن
الأمهات يمكن أن يتجنبن الكثير من المشاكل الصحية وخاصة سرطان الثدي ، إذا قمن
بإطالة مدة الإرضاع ، على عكس ما هو شائع حاليا من تقصير وتحديد لهذه المدة.
بسم الله الرحمن
الرحيم : (وَالْوالِداتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ
الرَّضاعَةَ) [البقرة : ٢٣٣].
(وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَفِصالُهُ فِي
عامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان : ١٤].