مرحلة «جعل النطفة في القرار المكين» وبعد فعل «الخلق» مباشرة أو أثنائه (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين) ويحصل فيها فعل الاستخراج (أو السل) لتكون فيها خلاصة الشيء (أو السلالة بعد سلها واستلاها).
شهد القرن الماضي تطورا بارزا ومنقطع النظير في العلوم الطبيعة ، وحصلت إنجازات وسجلت اختراعات عديدة في ميادين مختلفة ، كان أهمها على الإطلاق الاكتشافات المذهلة في علوم الوارثة وبيولوجيا الخلايا والكيمياء الجزئية. ولعل الدراسات والأبحاث التي تناولت مواضيع الجينات الوراثية والجينوم البشري والحمض النووي المعروف بال «د. ن. أ» هي أكثر الاكتشافات الحديثة تماسا وتقاربا مع مفهوم الخلق ومراحله المذكورة أعلاه ، في الآيات القرآنية الإعجازية من سورة المؤمنون ، وخاصة الآية رقم ١٢ التي تصف مرحلة «السلالة».
لمحاولة تقصي هذه الاكتشافات ولمعرفة خصائصها وآثارها ونتائجها ولاستشراف آفاقها المستقبلية ، علينا أن نفهم أولا الحلقات الأساسية لهذه الشبكة المتتابعة من العوامل المعقدة والمرتبطة ببعضها البعض ، والتي أسهم اكتشافها التدريجي في بناء هذه المنظومة المذهلة من المشاريع العلمية والإنجازات المكتملة والمتوقعة. أهم هذه الحلقات الأساسية وأعظمها دورا في تأليف الأسس العلمية للاكتشافات الجديدة خاصة في ميادين العلوم الوراثية هي التالية :
ـ ال «د. ن. أ.» أو الحمض النووي الديوكسي الريبوزي : يتألف من سلسلة حلزونية من شريطين ملتفين حول بعضهما البعض على شكل سلم ملفوف له درجات. تتكون جوانبه من جزئيات السكر والفوسفات وتتألف درجاته من مجموعات من القواعد النيتروجينية المتتابعة والمختلفة ، والموزعة على شكل وحدات من أربع قواعد هي : الثيمين ، الأدينين ، الجوانين ، السيتوزين. الغريب في الأمر هو أنه بينما تأكد أن التركيبة هي