أما المساهم
الأكبر والأعظم في ترسيخ وتوثيق عرى التزاوج بين العلم والإيمان في الإسلام ، فهو
كتاب الله العزيز القرآن الكريم الذي حضّ بشكل لافت على العلم والمعرفة والتحقق
والتأمل وسبر أغوار الكون وأسراره ، كما أورد في طيّاته إشارات صريحة وأوصاف بديعة
ودلائل دامغة أدّت فيما أدّت إلى ظهور العلم الذي صار يعرف بالإعجاز القرآني.
تنوعت الأبحاث
والدراسات في الإعجاز العلمي القرآني وتشعبت ، وبرزت بشكل خاص وباهر الدراسات
الطبية والفلكية حيث أسهمت بشكل واضح في فهم بعض الآيات على ضوء المكتشفات العلمية
الحديثة. كما أدهشت وحيّرت عقول العامة والخاصة في دقتها وبراعتها ووصفها المعجز
لأمور لم تكتشف إلا في عصرنا الحاضر ، وبعد تطوّر المراصد الفلكية والمجاهر
الإلكترونية والتقنيات المختصة.
وتطابقت هذه
الإشارات واللطائف البديعة مع المصطلحات العلمية والأوصاف المستعملة حديثا في
العلوم الفلكية والطبية الحديثة. وكأنما كان الهدف من ذلك لفت أنظار الإنسان دوما
إلى نفسه ومحيطه الكوني ليتعرف على الأسرار البديعة ويكتشفها شيئا فشيئا ، وطورا
فطورا حتى يشعر بعظمة خالقه في كل حين ومهما طالت فيه الأيام.
(سَنُرِيهِمْ آياتِنا
فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ
يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت : ٥٣].
ولتوكيد ذلك
نستعرض بعضا من الإعجازات العلمية المؤكدة والصريحة التي لم تظهر بحقيقتها المدهشة
إلّا بعد مضي قرون من المعرفة