أسسها ، كمفاهيم بنوة الخالق والتثليث وضعف الخالق أمام مخلوقاته والأساطير التي حيكت حول الرسل ومفاهيم أخرى يستحيل على العقل أن يتقبلها ويستسيغها.
العلم والإيمان في الإسلام :
جاء الإسلام حاملا مفاهيم إيمانية سامية ومتكاملة جعلت من العلم والإيمان بعدين موحدين يجتمعان في جبهة واحدة ضد الشرك والكفر والظلمات والجهل ، هي جبهة البحث عن الحقيقة. كما حضّ الإسلام على العلم والتعلّم والبحث والتأمل والسير في الأرض للنظر في آيات الخلق ، ودعا إلى إيمان خالص ذي عقلانية وعقلية منطقية هادفة وواضحة المعالم. وارتفع الإيمان الفطري في الإسلام وعبر التزاوج بين العلم والإيمان إلى أعلى درجات اليقين والتصديق والكمال. واستفاد الإنسان من التحفيز الدائم له للمعرفة واستقراء الآثار والدلائل والبراهين واستنباط النتائج ، عبر السير في الآفاق والنظر في نفسه ومحيطه والتأمل في الكون ، ليصل إلى نتيجة نهائية أكيدة وهي التزاوج والتآلف والتناغم بين الخطين الإيماني والعلمي في بوتقة متوازنة. وهكذا ، وبسبب كل ذلك ظهرت مدارس كثيرة ومتعددة عمادها علماء متدينون ورجال دين عالمون على مدى التاريخ الإسلامي ، وصار علماء الدين يبرعون في الطب والفيزياء والفلك والزراعة والرياضيات والكيمياء ، وصار رجال العلم التجريبي والحسّي يبرعون في الفقه والأصول وعلم الأخلاق والروحانيات والإلهيات ، على عكس ما كان يجري في أوروبا من تضارب وتطاحن وتنافس بين المؤسسات الدينية والمعاهد العلمية.