خلاله ومن خلال تقصي تكويناته وتركيباته وتشكيلاته إبداع خالقه وجلاله وجماله ، حتى تتحقق في النهاية شروط الوصول إلى جسر الحقيقة وتنعقد في قلب وعقل العارف المستكشف مسببات الإيمان وومضات الإقرار ومشاعر التسليم واليقين. ولكي يقف الإنسان الباحث عن المعرفة على محطات هذا الجسر ويبدأ بعملية بحثه وتقصيه واستشرافه واستنباطه ، عليه أن يعرف نفسه أولا ويتسلق درجات السلم المعرفي معتمدا على فطرته وتفكره وتعقله ومتأملا بالآفاق حوله ، سابرا أغوار كل مجهول أمامه مستقرئا كل سر من الأسرار حوله ومستشرفا أنوار شمس الحقيقة المحتجبة خلف الغيوم فوقه.
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت : ٢٠].