اختلاف. وقد برهنت الحسابات الفلكية والفيزيائية أن الانفجار الكوني الذي أسس لبداية الكون قدر له وصمم بشكل ما وبطريقة ما جعلته وقضت عليه أن لا يكون مخربا أو مدمرا أو مشتتا أو مبعثرا للمواد والطاقات والإشعاعات بل جعلته وقضت عيه أن يكون منظما ومهندسا ومبرمجا وجامعا ومتآلفا ليقدر على تأليف المجرات وأجزائها. ولقد صرح في هذا المجال أحد أبرز الباحثين في موضوع الانفجار الكوني العالم البريطاني المعروف «بول ديفز» قائلا : «لقد دلت الحسابات أن سرعة توسع الكون تسير في مجال حرج للغاية ، فلو توسع الكون بشكل أبطأ بقليل جدا عن السرعة الحالية لتوجه إلى الانهيار الداخلي بسبب قوة الجاذبية ، ولو كانت هذه السرعة أكثر بقليل عن السرعة الحالية لتناثرت مادة الكون وتشتت الكون ، ولو كانت سرعة الانفجار تختلف عن السرعة الحالية بمقدار جزء من مليار مليار جزء لكان هذا كافيا للإخلال بالتوازن الضروري ، لذا فالانفجار الكبير ليس انفجارا اعتياديا ، بل عملية محسوبة جيدا من جميع الأوجه وعملية منظمة جدا».
ولأن الكون يتوسع باستمرار وبسرعة كبيرة ، لأن مادة الكون انتشرت في كل اتجاه بعد حدوث الانفجار الكوني الهائل ، فإن الكون سيواجه الفناء أو النهاية عند حلول «الأجل المسمى» عند ما ستتباطأ سرعة التوسع بفعل قوة الجاذبية فتنكمش وتتقلص أجزاء الكون وأجسامه ومجراته وتعود لتتركز ، كما كانت ، في النقطة المركزية الكونية الأولى ، أو عند ما يستنفذ الكون وقوده عبر عمليات الإشعاع ، وتتحول النجوم والمجرات إلى قبور عظيمة وثقوب هائلة.
خلق الكون لكي يعرف ويكتشف ويستكشف ولكي يعرف أيضا من