المحطة الثانية : الاتقان بجمال والتقدير بإحصاء :
قال عز من قائل : (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل : ٨٨].
وقال الله جل وعلا في سورة السجدة ، الآية ٧ : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) ، وفي سورة الفرقان ، الآية ٢ : (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) ، وفي سورة الجن ، الآية ٢٨ : (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً).
كل شيء في الكون مخلوق بإتقان ومصبوغ بجمالية لا حد لها من شدة الدقة والإبداع وكل شيء في الكون أيضا مقدر بتقدير محكم ومحصى لا حد له من شدة الإحكام والإحصاء.
برزت مظاهر هذا الإبداع المحكم أو الإحكام المبدع في الكثير من الدراسات الفلكية والأبحاث الجيولوجية والمناخية المعاصرة والتي لم تستكمل بعد ولم تغطي إلا القليل القليل من ظواهر الكون المعروفة حتى الآن ، فالتبادل بين الظلمة والنور على سبيل المثال أو ما يعرف بالمصطلح القرآني ب «آيتي الليل والنهار» فيه من الإتقان والتقدير والإحصاء ما يذهل العقول ، فهو «جهاز تحكم» شديد الدقة يضبط درجات الحرارة والرطوبة وكميات الضوء الضرورية وحركات الأمواج والسحب والرياح ونزول المطر وتكون التربة والصخور وتخزين الثروات الأرضية وغيرها من العمليات الحياتية الأساسية والكثير الكثير من الأمور المجهولة إلى الآن.
المحطة الثالثة : الحركة النمطية في الكون :
(لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس : ٣٩].
كل شيء في الكون يتحرك والكون كله بدوره يتحرك بجميع أجزائه