متعددة الأبعاد
والأوزان والوظائف ، ومن شتى الأنواع والسبل والفعاليات وعلى مختلف الصعد والنسب
والجوانب. وحفل الكون باتساعه المستمر وتمدده الهائل في جميع أبعاده المعروفة
والمجهولة بخصائص وروابط ومراحل ودورات متتابعة ومنتظمة ومتداخلة ومتناسقة ضمن
حركة عجيبة لا تحد ولا تحدد ، مضبوطة على إيقاع بديع فريد فهي في نفس الوقت عظيمة
السرعة وعظيمة الثبات وشديدة القوة وشديدة التوازن وهائلة الطاقة وهائلة التقدير ،
لا حدود لمساراتها ولا تحديد لكنهها ولا راصد لأبعادها.
وللعابرين على جسر
الحقيقة محطات لا متناهية للنظر والتأمل والتفكر والتعقل في حدود ما أدركه الحس
والعقل من البعدين المرئي والمعقول لأبعاد الكون المحتملة أو المتوقعة أو المتصورة
دون الأبعاد الأخرى غير المدركة أو المجهولة. فالأرض التي يحيا عليها الإنسان
ويتحرك ويتفكر ويسعى لمراقبة ما حوله من عوالم وأسرار ، جزء متناهي الصغر من
مجموعة تعج بالكواكب والكويكبات والأقمار عرفت بالمجموعة الشمسية التي تشكيل
بدورها جزءا بسيطا من المجرة التي تحتوي على أكثر من أربعمائة ألف مليون نجم مشابه
أو مماثل لكوكب الشمس في المجموعة الشمسية ، مع ما يتبع ذلك من كواكب وكويكبات
وأقمار. وهذه المجرة جزء متناهي الصغر من عنقود مجري محلي يشكل بدوره جزءا بسيطا
من العناقيد المجرية العظمى البالغة الكبر والسرعة والاتساع والتباعد والتي تسبح
وتدور وتطوف حول محاورها في جزء بسيط من السماء الدنيا!
لقد وردت في
الكثير من آيات القرآن الكريم إشارات لطيفة وبديعة وصريحة حول بعض من هذه المظاهر
والمعالم والسنن الكونية ، بطريقة تنبيهية وتذكيرية وتحفيزية لمشاعر الإنسان
وأحاسيسه وأفكاره ، ولتدفعه