القوانين والمبادئ والنظم الوراثية :
وضع المولى العزيز في الكون وفي المخلوقات قوانين ومبادئ ونظم شديدة الدقة ، ومتناهية الكمال ، جعلها آيات باهرة وهادية لجميع أبناء البشر ، وفي جميع الآفاق المحيطة بهم ، وفي جميع الأشياء الكائنة معهم ، وفي بواطن أنفسهم. وقد أمر الخالق تعالى الإنسان بالرؤية والمشاهدة والتأمّل والتبصّر والاعتبار أمام كل شيء في هذا الكون ، وحثّه على السّير في الآفاق والأعماق والبواطن ، مستهديا مستنيرا متقصّيا عن كل صغيرة وكبيرة في الأشياء وقوانينها ونظمها الدقيقة المذهلة ، ووعده بأن يكشف له كل الحقائق والأسرار الدفينة إذا سار في هذا الطريق وسعى له ، (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ) ، وأعانه على تحقيق بعض الاكتشافات التي فتحت له آفاقا جديدة في مجال العلم والبحث والمعرفة. ومن هذه القوانين والمبادئ والنظم الكونية الدقيقة ، تعرّف الإنسان إلى بعض من قوانين الوراثة الباهرة ، التي أعانته على تطبيق بعض النظريات في مجالات عدة. ولدقة هذه المبادئ المتناهية التعقيد وصعوبتها وترابطها ، نكتفي بعرضها واستعراضها بطريقة مختصرة على الشكل التالي:
قانون تكاثر الخلايا : بعد مرحلة التلقيح ، تجري سلسلة متعاقبة من الانقسامات تدعى بالانقسامات الخيطية ، تستلم عبرها كلتا الخليتين الناتجتين ، العدد الكروموسومي نفسه للخليّة الأصلية. ويتألف الانقسام الخيطي من أربع مراحل أو أطوار ، هي : الطور التمهيدي ، والطور المتوسط ، وطور الانفصال ، والطور النهائي.
أمّا الانقسام الاختزالي ، فإنه يتضمن انقسامين متتاليين يتمّ فيهما اختزال العدد الزوجي الوراثي إلى عدد فردي وراثي عبر أطوار متتابعة تعاني خلالها النواة من تغيّرات مستمرة :