الله عنه الخوف : خوف الله ، والجوع : صوم رمضان ، والنقص : من الأموال الصدقات والزكوات ، ومن الأنفس: الأمراض ، ومن : الثمرات موت الأولاد. وعن النبي صلىاللهعليهوسلم «إذا مات ولد العبد قال الله تعالى للملائكة : أقبضتم روح ولد عبدي؟ فيقولون نعم ، فيقول الله : أقبضتم ثمرة فؤاده ، فيقولون نعم ، فيقول الله تعالى : ماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجع ، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد». (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ).
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ (١٥٦) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(١٥٧)
(الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) الخطاب للرسول صلىاللهعليهوسلم ، أو لمن تتأتى منه البشارة. والمصيبة تعم ما يصيب الإنسان من مكروه ، لقوله عليه الصلاة والسلام : «كل شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة». وليس الصبر بالاسترجاع باللسان ، بل به وبالقلب بأن يتصور ما خلق لأجله ، وأنه راجع إلى ربه ، ويتذكر نعم الله عليه ليرى أن ما أبقى عليه أضعاف ما استرده منه فيهون على نفسه ، ويستسلم له. والمبشر به محذوف دل عليه.
(أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) الصلاة في الأصل الدعاء ، ومن الله تعالى التزكية والمغفرة. وجمعها للتنبيه على كثرتها وتنوعها. والمراد بالرحمة اللطف والإحسان. وعن النبي صلىاللهعليهوسلم «من استرجع عند المصيبة ، جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه» (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) للحق والصواب حيث استرجعوا وسلموا لقضاء الله تعالى.
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ)(١٥٨)
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ) هما علما جبلين بمكة. (مِنْ شَعائِرِ اللهِ) من أعلام مناسكه ، جمع شعيرة وهي العلامة (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ) الحج لغة القصد ، والاعتمار الزيارة. فغلبا شرعا على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين. (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) كان إساف على الصفا ونائلة على المروة ، وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما. فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام تحرج المسلمون أن يطوفوا بينهما لذلك فنزلت. والإجماع على أنه مشروع في الحج والعمرة ، وإنما الخلاف في وجوبه. فعن أحمد أنه سنة ، وبه قال أنس وابن عباس رضي الله عنهم لقوله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ) فإنه يفهم منه التخيير وهو ضعيف ، لأن نفي الجناح يدل على الجواز الداخل في معنى الوجوب ، فلا يدفعه. وعن أبي حنيفة رحمهالله تعالى أنه واجب ، يجبر بالدم. وعن مالك والشافعي رحمهماالله أنه ركن لقوله عليه الصلاة والسلام «اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي». (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) أي فعل طاعة فرضا كان أو نفلا ، أو زاد على ما فرض الله عليه من حج أو عمرة ، أو طواف أو تطوع بالسعي إن قلنا إنه سنة. و (خَيْراً) نصب على أنه صفة مصدر محذوف ، أو بحذف الجار وإيصال الفعل إليه ، أو بتعدية الفعل لتضمنه معنى أتى أو فعل. وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب يطوع ، وأصله يتطوع فأدغم مثل يطوف (فَإِنَّ اللهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ) مثيب على الطاعة لا تخفى عليه.
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (١٥٩) إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(١٦٠).