للشاعر السيّد مرتضى الوهّاب الحائري :
وليد البيت
في ذكر مولد الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام (١)
ركبُ الوجود شدا بعذبِ حُدائِهِ |
|
ونفى العذار وشلّ برد حيائهِ |
وتناسقتْ أنغامهُ وتتابعتْ |
|
تنسابُ كالأنوارِ في أجوائهِ |
والدوحُ عادَ إلى النصابي وانبرى |
|
ماءُ الحياة يسيلُ من أعضائهِ |
طربَ العنادلُ والقماري غرّدتْ |
|
فوقَ الغصونِ اللّدنِ في أفنائهِ |
واخضرّ روضُ العيشِ بعدَ ذُنُولِهِ |
|
فاخضرّت الأحلامُ في أنحائهِ |
وتناشدَ العشّاقُ ألحانَ الهوى |
|
وفنون موسيقاهُ في أصدائهِ |
ومواكبُ النورِ استطالتْ في الفضا |
|
فسمتْ من البطحا إلى جوزائهِ |
فاسمعْ صفيفَ الغُصنِ حيثُ تحيله |
|
طلق النسيم ومرتقى ورقائهِ |
لاحتْ تباشير الصباح نديّة |
|
بالطلّ فاستنشق شذا صهبائهِ |
والبيت شعّ بركنه ومقامه |
|
وسرى بوزمزمه السنا وصفائهِ |
واستبشرتْ عرفاته شوقاً إلى |
|
النبأ العظيم يمور في أبهائهِ |
خرجتْ بكنز الله حيرى اُمّه |
|
حيث اقتضى التكوين من إبدائه |
حملتْه فانتبذتْ به البيتَ الذي |
|
خصّتْ لوضع وليدها بلوائهِ |
فأجاءَ (فاطمة) المخاضُ وقد جلا |
|
في الأرض (سيف الله) من عليائهِ |
وأتى (عليٌّ) ساجداً وجبينهُ |
|
أثرُ السجودِ يلوحُ في سيمائهِ |
وُلِدَ الذي نسفَ التماثيلَ التي |
|
نصبتْ ببيتِ اللهِ في أفنائهِ |
__________________
(١) نشرت هذه القصيدة في كرّاس (من وحي ذكرى أهل البيت عليهم السلام) : ١٣ ، الحلقة الثانية ، (١٣٧٦ هـ ـ ١٩٧٥ م).