وفي هذا العام ابتدأ بالتبتّل والانقطاع
والعزلة في جبل حِراء.
وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله
يتيمّنُ بذلك الهام ، بولادة سيّدنا عليّ ـ عليهما وعلى آلهما الصلاة والسلام ـ وكان
يسميّه : «سنة الخير ، وينة البركة».
وقال المصطفى صلّى الله عليه وآله لأهله
عندما بلغته بشرى ولادة المرتضى : «لقد وُلِدَ لنا الليلة مولودٌ ، يفتحُ الله
علينا به أبواباً كثيرةً من النعمة والرحمة».
وكان قوله هذا أوّل نُبوّته ، فإنّ
المرتضى ـ عليه صلوات الله ـ كان ناصره ، والحامي عنه ، وكاشف الغمّاء عن وجهه ، وبسيفه
ثبت الإسلامُ ، ورسخت دعائمُه وتمهّدت قواعدُه» .
وفي الرسالة الموضوعة لتأريخ مواليد
أئمّة الدين عليهم السّلام ووفياتهم ، تأليف العلّامة الأوحد السيد محمّد
الطباطبائي ، جدّ آية الله بحر العلوم
: أنّه عليه السّلام «وُلِدَ بمكّة
في جوف الكعبة ، ولم يولد قبلَه
ولا بعدَه أحدٌ فيه سواه ، إكراماً له من الله جلّ اسمه بذلك ، في يوم الجمعة
الثالث عشر من شهر رجب الأصم ، على ما نقله جلّ أهل التاريخ بل كلّهم ...».
وفي الجدول الذي عمله السيّد الأجلّ أبو
جعفر ، محمّد بن أمير الحاج الحسينيّ في شرح قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني ، تعيين
يوم ولادته بالجمعة ، وشهرها بالثالث عشر من رجب ، وعامها بالثلاثين من واقعة
الفيل ، ومحلّها
بالكعبة .
__________________