من الثرى إلى العرش ، فكلّما لعن هذا الرجل أعداءنا لعناً ساعدوه فلعنوا مَن يلعنه ، ثمّ ثنوه فقالوا : اللّهمَّ صلِّ على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه ، ولو قدر على أكثر منه لفعل ، فإذا النداء من قبل الله قد أجبتُ دعاءكم ، وسمعتُ نداءكم وصلّيتُ على روحه في الأرواح وجعلته عندي من المصطفين الأخيار (١) .
ثمّ هذا اللعن لا يختصّ بمَن صدر عنه القتل والظلم فعلاً بل يجري في كلّ مَن هيّأ أسباب ذلك وأسّس أساس الظلم والجور من أوّل الأمر ، وهم الغاصبون لحقّ عليّ عليهالسلام في يوم السقيفة (٢) .
ولذا ورد أنّه المقتول يوم الاثنين ، وبيانه : أنّهم طرحوا في أراضي قلوب الجاهلين بذور الكفر والنفاق ، وأثبتوا فيها عروق أشجار الضلالة والشقاق ، فأثمرت المعاداة لأهل بين النبوّة والإعراض عن منهجهم وطريقتهم السنية ، فصنعوا ماصنعوا فظلموا حقّ العترة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ) (٣) .
________________________
١ ـ راجع تفسير الإمام العسكري عليهالسلام ص ٤٧ ، رقم ٢١ ، والبحار ج ٢٧ ، ص ٢٢٣ ، ح ١١ ، ومستدرك الوسائل ج ٤ ، ص ٤١٠ ، رقم ٣ .
٢ ـ ولذا قال الشاعر القاضي بن قريعة في أبياته :
لولا حدود صوارم |
|
أمضىٰ مضاربها الخليفة |
لنَشرتُ من أسرار آل |
|
محمّد جملاً ظريفة |
وأريتكم أنّ الحسين |
|
أُصيب في يوم السقيفة |
وللمزيد راجع كتاب عين العبرة في غبن العترة للسيّد أحمد بن طاووس سوف تقف على مخازي اللصوص الثلاثة .
٣ ـ الشعراء : ٢٢٧ ، وقال علي بن إبراهيم القمّي في تفسيره ج ٢ ، ص ١٠١ : (وسيعلم الذين ظلموا ـ آل محمّد حقّهم ـ أي منقلبٍ ينقلبون) .