نَقْذِفُ) فاشترك : هل وبل في التاء ، والنون ، واختصر هل بالثاء
المثلثة ، وبل بالخمسة الباقية ، فقرأ بإدغام اللام في الأحرف الثمانية الكسائي
وافقه ابن محيصن بخلف عنه في لام هل في النون. وقرأ حمزة بالإدغام في التاء ،
والثاء ، والسين ، واختلف عنه في : بل طبع ، فأدغمه خلف من طريق المطوعي ، وكذا
رواه ابن مجاهد عن أصحابه عنه وأدغمه خلاد أيضا من طريق فارس بن أحمد ، وكذا في
التجريد من قراءته على الفارسي ، وخص في الشاطبية الخلاف بخلاد والمشهورة عن حمزة
الإظهار من الروايتين ، وقرأ هشام بالإظهار عند الضاد ، والنون ، واختلف عنه في
الستة الباقية ، وصوب في النشر الإدغام عنه فيها ، وقال : إنه الذي عليه الجمهور ،
وتقتضيه أصول هشام ، واستثنى أكثر رواة الإدغام عن هشام (هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ) بالرعد [الآية : ١٦] فأظهروها ، وهو الذي في الشاطبية ،
وغيرها ولم يستثنها في الكفاية ، واستثناها في الكامل للحلواني دون الداجوني ، ونص في المبهج على الوجهين من طريق الحلواني عنه ، والباقون : بالإظهار
في الثمانية إلا أن أبا عمرو أدغم لام هل في تاء (تَرى) بالملك [الآية : ٣] ، والحاقة [الآية : ٨] فقط وافقه الحسن
، واليزيدي ، والله أعلم.
الفصل الخامس
في حكم حروف قربت مخارجها وهي سبعة عشر حرفا
الأول : الباء الساكنة عند الفاء في خمسة مواضع ، (يَغْلِبْ فَسَوْفَ ، تَعْجَبْ
فَعَجَبٌ ، اذْهَبْ فَمَنْ ، فَاذْهَبْ
فَإِنَ ، يَتُبْ فَأُولئِكَ) فأدغمها في الخمسة المذكورة أبو عمرو ، وهشام ، وخلاد
والكسائي ، وافقهم الأربعة إلا أنه اختلف عن هشام ، وخلاد ، فأما هشام فالإدغام له
من جميع طرقه رواه الهذلي ، ورواه القلانسي من طريق الحلواني ، وابن سوار من طريق
المفسر عن الداجوني عنه ، والإظهار في الشاطبية كأصلها كالجمهور ، وعليه جميع المغاربة
، وأما خلاد فالإدغام عنه ذكره الهذلي ، ومكي ، والمهدي كالجمهور ، وعليه جميع
المغاربة ، والإظهار عليه جميع العراقيين ، وخص بعض المدغمين الخلاف عن خلاد بقوله
تعالى : (يَتُبْ فَأُولئِكَ) بالحجرات [الآية : ١١] كالشاطبي ، والداني ، وفي العنوان
إظهاره فقط.
والثاني (يُعَذِّبُ مَنْ) بالبقرة أدغم الباء في الميم منه : أبو عمرو ، والكسائي ،
وكذا خلف وافقهم اليزيدي ، والأعمش ، واختلف عن ابن كثير ، وحمزة ، وقالون ، فأما
ابن كثير ، فقطع له بالإدغام في التبصرة ، والعنوان ، وغيرهما ، وقطع بالإظهار للبزي
__________________