خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ) (٣٨ : ٢٧) كان باطلا بما فيه من تسوية بين المتقين والفجار : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) (٢٨) .. وهذه لعبة جاهلة ولهوة باطلة ان يخلق هذا الكون الشاسع دونما حساب : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ. لَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فاعِلِينَ. بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (٢١ : ١٨) (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ. ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ. إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ) (٤٤ : ٤٠).
إن السماوات والأرض هنا وهناك تعني الكون كله ، فله أجل مسمى عند الله وساعة معلومة لا يجليها لوقتها إلا هو.
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
«قل» للذين كفروا ، المعرضين عما أنذروا (أَرَأَيْتُمْ) : أبصرتم وعرفتم (ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) كأنهم آلهة إلا الله ، فلو أنهم آلهة في رأيكم فليكونوا خالقين كما الله ف (أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) فقط غمضا عن السماوات. فإذ لا خلق لهم في الأرض فكيف بالسماوات؟ (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ) مع الله (فِي السَّماواتِ)؟ وليس في الأرض وهو أهون ، فإذ لا تجدون لهم خلقا في الأرض أو شركا في السماوات ، ولعلّه خفي عنكم ف (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) : الكتاب الأخير المهيمن على ما قبله من كتاب ، يدل على هذا الشرك بلسان الوحي «أو» ـ ولا أقل ـ (أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) : بقية منه تروى وتؤثر ، أو علامة منه عليها أثر من علم ، علم مسنود إلى حس أو نقل أو عقل أو