القمر ، إضافة إلى أن من رآه ـ إن رآه ـ من غير المسلمين والمشركين المنتظرين ، لم يكن بحسبانه أنه حادثة هامة ، فالنجدي يراه من غير سبب حسب تقديره ، فلا يحسب له حسابا حتى ينقله ، وغيره لا يعرف له موقعا ، فالفريقان يتجاوبان في عدم الدافع لنقله ، أو إذا نقله ناقل لا يصبح متواترا تاريخيا ، أم ماذا؟ مما يحول دون ما يحيل آية انشقاق القمر وكفى!.
والقول إن انشقاقه يبطل سيره وتجاذبه ، فتنصدم النجوم وقته ، وتختل الكائنات قدره ، إنه ليس إلّا تقولا بعيدا عن العلم والإيمان ، ترى إن محرك القمر قبل انشقاقه ، يعيى عن تحريكه بعده ، أو أن خالق الجاذبية الذاتية والخارجية فيه يعجز عن إدمانها حالة الإنشقاق ، ولذلك التأم ، فمم ـ إذا ـ الانصدام ، ولماذا الاختلال ، اللهم إلّا اختلال أدمغة الشاكين المرتابين.
كما أن الروايات التي تجعله شقين داخلين في كمي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو على جبلين من جبال مكة ، هي خرافات جارفة ، لا تقصر عن المسبقة من تشكيكات ، فنحن كمسلمين لسنا بمصدقين إلّا تصريحة الوحي : (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) أو ما يشرحه ملائما له ، وأما نزول الشقين على جبلين ، او في كمين ، أم ماذا؟ فهي من زيادات الطائشين المتطاولين ، ولأن في سقوط القمر على الأرض قضاء عليهما ، وعلى الكون أجمع ، مهما تحمل العلم سرعة النزول ، وتصغير حجم القمر مع بقاء ثقله ، ولكي يدخل شقاه في كمي الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم! (١).
وقد يكون انشقاق القمر آية للساعة ونبي الساعة ، مما بشر به في البعض من كتابات الوحي ، وكما نراه في «نبوءت هيلد» (٢) : في النص الأنقلوسي :
__________________
(١) وذلك بازالة الفواصل بين اجزاء وجزيئات وذرات وأجزائها في القمر ، فيصبح قدر ليمونة متوسطة الحجم ، الا ان هذه التكلفات المعلمية مهما صحت ، فانها لا تصحح الخراب الناتج عن سقوط القمر!.
(٢) لقد شرحنا هذه النبوة المبشورة عن النبي «لحمان حطوفاه» في «رسول الإسلام في الكتب السماوية» وهي تحمل بشارات عدة بحق الرسول محمد (ص).