صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (٣٧ : ١٠٣).
فالإيمان يتبع إسلاما قبله باللسان ، فعملا بالأركان ، ومن ثم معرفة بالقلب : الايمان ، ثم قد يتبع إسلاما بعده هو تسليم القلب لله ، فتكميل لإقرار اللسان وعمل الأركان ، وإلى أن يصل التسليم إلى القمة ، وبعد الايمان القمة.
ثم الذي أسلم إسلامه الأول نظرة الايمان ـ ولما يدخل الايمان في قلبه ـ ترى أنه يحرم عن ثواب أعمال الايمان؟ اللهم لا! شرط المواصلة في طاعة الله ورسوله ، محاولة دخول الايمان في قلبه : (وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً) : لا ينقصكم منها ، ولأنكم في صراط الايمان!
ثم اللهم نعم! لو أنكم توانيتم في أعمالكم ، فلا أعمال صالحة حتى تؤجروا بها كما المؤمنون ، أم لم تطيعوا الله ورسوله في أعمالكم ، فانها آلة ناقصة : إما في إخلاصها ، أم في ظواهرها ، فلستم هنا وهناك في صراط الايمان حتى تشملكم رحمته تعالى أن تلحقوا بالمؤمنين في ثواب أعمال الايمان : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (٥٢ : ٢١) فانما الإلحاق يلحق ذرية الايمان ، الذين هم في صراط الإيمان إن وصلوا ، وإن لم يصلوا قاصرين ، أو وصلوا ولما يلحقوا الأصول المؤمنين في درجات الإيمان ، ذلك الفضل من الله أن (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) كما لا يلت من أعمال المتبوعين ، فلا ألت في حساب الله ، وإنما فضل ورحمة ما كان له مجال.
ثم الايمان درجات ، كما الإسلام أيا كان ، وقبلهما الكفر دركات ، فأفضل الإيمان ، وكأنه الايمان لا سواه :
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).
إيمان بعد إسلام ، ثم تركيز للإيمان في القلب فلا يرتابون ، ثم مظهر جاد