من سوء أو التلميح به ، اللهم إلّا فيما يجب أو يجوز من شهادة أو نصح أم ماذا.
إذا فواجب الاجتناب عن كثير من الظن حمى عن الوقوع في الإثم أحيانا ، مع ما فيه من تنظيف المشاعر عن الظنون السيئة ، ثم للقليل الباقي حكمه ، كل حسب المصلحة الجماعية قضية الإيمان.
(.. وَلا تَجَسَّسُوا) عن معايب المؤمنين ، وانما تحسسوا عن محاسنهم ، إظهارا للجميل وسترا للقبيح ، فالتفتيش عما استتر من أمور الناس أو عيوبهم محظور جماعي عارم ، يعكر جو الطمأنينة والراحة ، ويبدله إلى الاضطراب والعاهة ، سواء كان التجسس للاطّلاع الشخصي ، أم وللاطلاع الجماعي فأشد وأنكى ، وإن كان المجسس عنه عيبا دون ريب ، فكيف إذا كان صوابا يحمل إصلاحا في زاوية أو زوايا من الحياة الجماعية الإسلامية ، فيتجسس الوسواس الخناس عن صالحات من خبايا الناس ، ليطلع عليها النسناس ، فيأخذوا حذرهم وأسلحتهم شاهرين على هؤلاء الناس ، فتقع الواقعة الشوكاء الشوهاء ، خنقا على أية فكرة للإصلاح ، في حالة جهنمية يختلقها النسناس ، وليعيش حاكما مطلق العنان على الناس دون سماح لحياة آمنة طاهرة.
ان التجسس عن أسرار المؤمنين محظور بأي لون وعلى أية حال سواء أكان حركة تالية للظن ، أو بدائية لكشف العورات والتطلع إلى السوآت ، وبأية غاية أو عناية اخرى حصل ، وعلى أي انسان ، وإن «أقرب ما يكون العبد إلى الكفر ان يوافي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما» (١) وقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإن من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته» (٢)
__________________
(١) اصول الكافي باسناده الى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع).
(٢) اصول الكافي باسناده الى محمد بن مسلم او الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله (ص) :