وي! كأنهم لم يعلموا ان فيهم رسول الله ، وانما انسان لهم أذن ، يسمع ما يقولون ويطيع ما يهوون ، كلا! وانما (أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ)! اذن الخير الايمان ، فليس الا في قليل من الأمر.
إن من مقتضيات العلم : أن فينا رسول الله ، أن لا نتقدم بين يديه ، ولا نرفع أصواتنا فوق صوته ، ولا نجهر له بالقول كجهرنا لبعض ، ولا نطمع ان يطيعنا في كثير من الأمر ، بل نكون له طوعا وسلما ولكي نسلم عن النكبات على ضوء الإسلام الايمان ، كما الله حبّبه إلينا :
(وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) : حبب الايمان بالله ، فصرتم تحبون الله ، إذا فاتبعوا رسول الله : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (٣ : ٣١) ف «هل الدين الا الحب»؟ (١) كلا! ، انما «الدين هو الحب والحب هو الدين» (٢)!.
وتحبيب الايمان الى الإنسان كتقدمه لتزيينه في قلبه ، تحبيب «الى» وتزيين «في» فالدعاة الى الله من جانب ، بما يحملون رايات الدعوة الحنونة الحبيبة ، وحب الإنسان فطريا وعقليا للايمان ـ بما فطر الله ـ من آخر ، يجعلان ـ متعاملين ـ ركيزة لحب الايمان في روح الإنسان ، عقلا وصدرا والى قلبه ، ومن ثم يأتي دور تركيزه في القلب (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) تعاملا بين عقيدة الايمان وعمل الايمان فيزدادوا ايمانا على ايمان : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) (٤٧ : ١٧) (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) (٥٨ : ٢٢).
فلا تزيين للايمان في قلب ما لم يدخل فيه ، ولا يدخل فيه ،
__________________
(١ ، ٢) محاسن البرقي باسناده عن أبي جعفر الباقر (ع) في حديث له قال يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب ألا ترى الى قول الله (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) الا ترون قول الله لمحمد (ص): (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ) وقال : (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ) وقال (ع) : الدين هو الحب والحب هو الدين.