والأرض هنا ـ كما أسلفناها ـ هي ارض الجنة ، و (حَيْثُ نَشاءُ) ليست إلّا حيث يشاء الله ، إذ ما يشاءون إلّا أن يشاء الله ، وكل عارف درجته ومنزلته ومنزله (فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) دون ـ فقط ـ المؤمنين ، حيث العمل الصالح هو ركيزة الإيمان وثمرته.
(وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٧٥).
العرش هنا مصدر الأوامر الربوبية لأهل المحشر ، والملائكة ـ علّهم ـ حملة تلك الأوامر تنفيذا لها وهم (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) لمسك الختام كما في وعد البداية (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) المكلفين المتخلفين ، وطبعا ليس منهم الملائكة الذين (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) أم قضي بين الصالحين ، أنبياء وأئمة وملائكة أمّن هم؟ وبين الطالحين أيا كانوا «بالحق» في صراحه (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) من قائل إلهي أو ملائكي أم وأهل الجنة أجمعين (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).