الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) (٢٩ : ٥٨).
وبماذا يبنيها الله تعالى ، نسمع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : «بناها الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محبوكة بالفضة ...» (١) (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) في أرض الجنة رحمة فوقية وأخرى تحتية خلاف ما لأهل الطغوى : (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) ألا فاعتبروا يا أولي الأبصار! ألا فانظروا (وَعْدَ اللهِ) ترون (لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ) لايّ من زمر الجنة وزمر النار ، كسنة دائبة دون تخلف قيد شعرة ، خلاف وعد الشيطان حيث يخلف وعده في الدنيا وفي الآخرة.
__________________
(١) نور الثقلين ٤ : ٤٨٢ ح ٣٦ القمي في الآية قال حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سأل علي (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تفسير هذه الآية بماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال : يا علي تلك غرف ... لكل غرفة منها الف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة حشوها المسك والعنبر والكافور وذلك قول الله : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ) فإذا دخل المؤمن الى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة وألبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الإكليل تحت التاج وألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة متوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر وذلك قوله (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا فإذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله إياه فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه مكانك فان ولي الله قد اتكى الى أريكته وزوجته الحوراء العيناء قد ذهبت اليه فاصبر لولي الله حتى يفرغ من شغله قال : فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة وحولها ....