والقرآن يذكر لداود (عليه السلام) من غير هذه العشر فضائل أخرى وفواضل :
فقد يهزم جالوت الجبار بضربته القاضية : (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجالُوتَ وَجُنُودِهِ قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ. فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ ...) (٢ : ٢٥١).
كما ويفضله على كافة المرسلين إلّا أولي العزم منهم ، حيث يفرد بذكر كتابه بينهم : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) (١٧ : ٥٥).
ثم وهنا بعد آيات (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (٣٠) ، فهل إن المولود عن زنا وهبة إلهية ونعم العبد إنه أواب؟! ومما يحير العقول أنه خاض جماعة من المفسرين مع إسرائيليات مختلقات مقحمات في روايات إسلامية حول هذه الفتنة الداودية خوضا كبيرا ، تتنزه عنه طبيعة الإنسان العادي غير المؤمن فضلا عن ذلك الرسول العظيم!.
وحتى الروايات التي حاولت تخفيف الوطئة عن تكلم الأساطير سارت معها شوطا أو أشواطا ، وسحبت معها أشراطا ، وهي ـ أساسا ـ لا تصلح للنظر ، فكل واحدة من أوصافه العشرة جند صامد يذود عنه هذه الوصمات!
__________________
ـ ندبت بعلها. ولما مضت المناحة أرسل داود إليها وضمها الى بيته وصارت له امرأة وولدت له ابنا.
أقول وفي إنجيل متى ١ : ٦ «ان داود الملك ولد سليمان من التي لاوريا»!