للروحيين ، مهما حرمهم أهل الزمن طول قرون الرسالات ، حرموهم حقوقهم ولكن (الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) وهي آخر الزمن ، ثم في الزمن جمع بينهما أحيانا كما في داود وسليمان (عليهما السلام) بما جعل الله تكوينا وتشريعا ، وأخرى فصل بينهما لشراسة الزمنيين من ناحية وتقاعس الروحيين أو سائر المؤمنين من أخرى كما عشناه طول القرون الإسلامية.
وثالثة محاولة إيمانية صامدة من المؤمنين لكسر جبروت الطواغيت واستلام أزمة الحكم كما فعله الإمام الحسين سيد الشهداء (عليه السلام) وعدم نجاحه لاستلام السلطة الزمنية هو من جرّاء تخاذل المسلمين أن لم ينصروه ، مهما نجح روحيا كأمثولة عالية منقطعة النظير في التضحية والفداء ، روحي وأرواح العالمين لتراب الشهداء مقدمه الفداء.
ورابعة هي من جراء الثورة الحسينية كالثورة الإسلامية السامية الحاضرة في ايران ، حيث يقودها ابن الامام الحسين (عليه السلام).
(اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(١٧).
ذلك الأيدي الداودية هي أيدي السلطة الزمنية إضافة إلى الروحية ، وثالثة يد التجاوب معه في تسبيحه من الجبال والطير ، ومن أهم أيديه يد العبادة «عبدنا» وعلى حد المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا ينبغي لأحد أن يقول إني أعبد من داود» (١) اللهم إلّا قائله لأنه ـ (أَوَّلُ الْعابِدِينَ)!
ولماذا «ذا الأيد» ل (إِنَّهُ أَوَّابٌ) يئوب إلى ربه ويثوب دائبة دون وقفة!
__________________
(١) الدر المنثور ٥ : ٢٩٧ ـ اخرج الديلمي عن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ...