الوحي ، وغير الخاصة بالله ، على ضوء الكشوف العلمية المتواصلة.
وهناك أسباب لا سبيل إليها باي سبب من الأسباب ، ولن يكشف العلم عنها النقاب مهما تقدم وتصدى! فإنها «أدق من الشعر وأحد من الحديد وهو بكل مكان إلا أنه لا يرى» (١).
(جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)(١١).
(جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ) ايّ الأحزاب «هنالك» ارتقاء في الأسباب «مهزوم» في غزو الفضاء ، مهما هزمت الجنود العلمية الجبارة أسبابا تنهزم في الأرض والسماء.
إنّ كافة الجنود ، بكل الإمكانيات والطاقات ، هي «هنالك» أمام الارتقاء في الأسباب ، إنها ليست إلّا «جند ما» في كل هزالة وبذالة أمام ملك السماوات والأرض وملكهما وأسبابها الغيبية الخاصة!
كما و (جُنْدٌ ما هُنالِكَ) أمام حجة الوحي محجوج «مهزوم» من أي حزب «من الأحزاب» مهما أبرقوا وأرعدوا ، فإن للحق دولة وللباطل جولة!
إن صرح الوحي لا يساوى أو يسامى ب «جند ما» وكل الأجناد في تلك الساحة العاليه هي (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ)!
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ)(١٢).
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) (أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) على جبروتهم «وعاد» أصحاب (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي
__________________
(١) الدر المنثور : ٥ : ٢٩٧ ـ اخرج ابن جرير عن الربيع بن انس قال : الأسباب ...