ذلك إرسال له ثان (إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ) بعد ما ذهب مغاضبا وأبق إلى الفلك المشحون ، فسجن هو وزال العذاب عن قومه ، معاكسة عجيبة بحساب ، لأنه استعجل عن قومه وهم آمنوا في غيبته : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٠ : ٩٨) ثم استكمل إيمانهم لمّا (أَرْسَلْناهُ ...) ثانية (فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ).
وترى ماذا تعني (أَوْ يَزِيدُونَ) ولا تردّد في علمه سبحانه؟ علّهم حين أرسله إليهم كانوا مائة ألف ، ولو لم يزد (أَوْ يَزِيدُونَ) لاختصت رسالته بهم دون مواليدهم ، ولكن «يزيدون» المستقبل تضيف إليهم الولائد الجدد ما دام يونس فيهم ، و «أو» تقسّم مدى رسالته إلى (مِائَةِ أَلْفٍ) حاضرين (أَوْ يَزِيدُونَ) مستقبلين.
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ (١٥٠) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (١٥٢) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤) أَفَلا تَذَكَّرُونَ (١٥٥) أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ (١٥٦) فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٥٧) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨) سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٥٩) إِلاَّ عِبادَ